متى يمكن للطفل حديث الولادة الرؤية؟ دليل شامل للأمهات والآباء
عندما يولد الطفل، تدخل العائلة في مرحلة جديدة مليئة بالفرح والفضول. واحدة من أكثر الأسئلة التي تطرحها الأمهات والآباء هي: متى يمكن للطفل حديث الولادة الرؤية؟ وكيف تتطور حاسة البصر لديه؟ في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل مراحل تطور الرؤية عند الأطفال حديثي الولادة، وكيف يمكن للوالدين مساعدة طفلهما على تطوير هذه الحاسة المهمة.
1. الرؤية عند الأطفال حديثي الولادة: البداية
عند الولادة، تكون رؤية الطفل غير مكتملة بعد. في الأسابيع الأولى، لا يستطيع الطفل التركيز على الأشياء البعيدة، ويرى العالم بشكل ضبابي. تتراوح قدرته على الرؤية بين 20/200 و20/400، مما يعني أنه يحتاج إلى أن يكون قريبًا جدًا من الشيء ليراه بوضوح.
1.1. ما الذي يراه الطفل في الأيام الأولى؟
في الأيام الأولى بعد الولادة، يمكن للطفل أن يرى الأشياء التي تبعد عنه حوالي 8 إلى 12 بوصة (20 إلى 30 سم). هذه المسافة تعادل تقريبًا المسافة بين وجه الأم ووجه الطفل أثناء الرضاعة. لذلك، يعتقد الخبراء أن الأطفال حديثي الولادة يمكنهم تمييز وجوه آبائهم وأمهاتهم في هذه المرحلة المبكرة.
1.2. الألوان التي يراها الطفل
في البداية، لا يستطيع الطفل التمييز بين الألوان بشكل جيد. تكون رؤيته محدودة بالأبيض والأسود وبعض الألوان ذات التباين العالي مثل الأحمر والأخضر. مع مرور الوقت، تتحسن قدرته على تمييز الألوان الأخرى.
2. تطور الرؤية خلال الأشهر الأولى
تتطور رؤية الطفل بشكل تدريجي خلال الأشهر الأولى من حياته. دعونا نلقي نظرة على المراحل الرئيسية لتطور الرؤية عند الأطفال.
2.1. الشهر الأول: التركيز على الوجوه
خلال الشهر الأول، يبدأ الطفل في التركيز على الوجوه، خاصة وجوه والديه. يمكنه أيضًا متابعة الأشياء المتحركة ببطء، لكن حركات عينيه قد تكون غير متسقة في بعض الأحيان.
2.2. الشهر الثاني: تحسن في التركيز والتمييز بين الألوان
في الشهر الثاني، تتحسن قدرة الطفل على التركيز على الأشياء القريبة. كما يبدأ في تمييز الألوان بشكل أفضل، خاصة الألوان الزاهية مثل الأحمر والأصفر والأزرق. يمكنه أيضًا متابعة الأشياء المتحركة بسلاسة أكبر.
2.3. الشهر الثالث إلى السادس: تطور الرؤية الثنائية
بين الشهر الثالث والسادس، تتحسن الرؤية الثنائية (القدرة على استخدام العينين معًا) بشكل ملحوظ. يمكن للطفل الآن رؤية الأشياء البعيدة بشكل أوضح، كما يمكنه تمييز التفاصيل الدقيقة. في هذه المرحلة، يبدأ الطفل أيضًا في تطوير القدرة على تقدير المسافات، مما يساعده على الوصول إلى الأشياء والإمساك بها.
2.4. الشهر السادس إلى السنة الأولى: الرؤية الواضحة
بحلول الشهر السادس، تكون رؤية الطفل قد تحسنت بشكل كبير. يمكنه الآن رؤية العالم بشكل أوضح، وتمييز الألوان بشكل كامل، ومتابعة الأشياء المتحركة بسهولة. في هذه المرحلة، تبدأ الرؤية الثنائية في التطور بشكل كامل، مما يسمح للطفل برؤية العالم بشكل ثلاثي الأبعاد.
3. كيف يمكن للوالدين مساعدة الطفل على تطوير الرؤية؟
هناك العديد من الطرق التي يمكن للوالدين من خلالها مساعدة طفلهما على تطوير حاسة البصر. إليك بعض النصائح المفيدة:
3.1. استخدام الألعاب ذات الألوان الزاهية
الألعاب ذات الألوان الزاهية والمتناقضة تساعد الطفل على تطوير حاسة البصر. يمكنك استخدام الألعاب الحمراء والصفراء والزرقاء لجذب انتباه الطفل وتحفيز رؤيته.
3.2. التحدث مع الطفل والابتسام له
عندما تتحدث مع طفلك وتبتسم له، فإنك تساعد على تحفيز رؤيته. الأطفال يحبون النظر إلى الوجوه، خاصة وجوه آبائهم وأمهاتهم. حاولي أن تكوني قريبة من طفلك أثناء التحدث معه حتى يتمكن من رؤية وجهك بوضوح.
3.3. تغيير وضعية الطفل
تغيير وضعية الطفل أثناء النهار يساعده على رؤية العالم من زوايا مختلفة. يمكنك وضع الطفل على بطنه لفترات قصيرة (تحت إشرافك) لتحفيزه على النظر إلى الأشياء من حوله.
3.4. استخدام المرايا
المرايا يمكن أن تكون أداة رائعة لتحفيز رؤية الطفل. ضع مرآة آمنة للأطفال بالقرب من طفلك ودعه يستكشف انعكاس وجهه. هذا يساعده على تطوير الوعي البصري.
3.5. القراءة للطفل
القراءة للطفل ليست فقط طريقة رائعة لتحفيز اللغة، ولكنها أيضًا تساعد على تطوير الرؤية. اختر كتبًا ذات ألوان زاهية وصور كبيرة لتحفيز انتباه الطفل.
4. علامات تدل على وجود مشاكل في الرؤية
على الرغم من أن تطور الرؤية يختلف من طفل لآخر، إلا أن هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود مشاكل في الرؤية. إذا لاحظت أيًا من العلامات التالية، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال:
- عدم القدرة على متابعة الأشياء المتحركة بعد بلوغ الطفل 3 أشهر.
- عدم الاستجابة للأضواء الساطعة أو الألوان الزاهية.
- وجود حركات عين غير طبيعية مثل الحول المستمر.
- عدم القدرة على التركيز على الأشياء القريبة بعد بلوغ الطفل 6 أشهر.
5. الخلاصة
تطور الرؤية عند الأطفال حديثي الولادة هو عملية تدريجية تبدأ برؤية ضبابية وتتحسن مع مرور الوقت. بحلول الشهر السادس، تكون رؤية الطفل قد تحسنت بشكل كبير، ويمكنه رؤية العالم بشكل أوضح. من خلال تقديم الدعم المناسب، يمكن للوالدين مساعدة طفلهما على تطوير حاسة البصر بشكل صحي.
إذا كان لديك أي مخاوف بشأن تطور رؤية طفلك، فلا تتردد في استشارة طبيب الأطفال. الرعاية المبكرة يمكن أن تساعد في اكتشاف أي مشاكل محتملة وعلاجها في الوقت المناسب.
معلوماتك تهمنا